هنيئا لكم الحياة الدنيا كل يا عباس حتى أطفال غزة تموت جوعا كل مع من يقتل ابناء بلدك كل مع أنجس الأيدي يا عميل أما أنت فهنيئاً لك كل من أيدٍ طاهرة كل مما رزقكم الله من طيبات
انظروا الوقاحة
يقبل الشمطاء كندرا .. حتى يقبض بعدها الملايين .. اتفوا ويصافح الخنزير اليهودي فلسطين بريئة منك يا نذل صافح يا كلب فسوف لن يغسل التاريخ نجاستك سلّم .. وسلّمهم غزة
يا أحقر الناس ويا أنجس الناس يا من تقبض يدك بيد الفاجرة الصهيونية من أجل المال يا خائن يابيع عرضك وشرفك
أما أنتم فمن أشرف منكم يا قادة حماس ؟ تقبّلون وتقفون مع الشرفاء أمثالكم وتصافحون أمثالكم
هذا هنية
هذه الصورة تم تصغيرها . أضغظ على الشريط الاصفر لعرضها بالكامل. The original image is sized 720x576 and weights 47KB. لله درك من رجل أي رئيس وزراء في العالم يقوم بما تقم به يا أطهر الناس
وهذا عباس النجس
من هو الشريف ؟ ومن هو الإرهابي ؟
ذلك بين أيدي الله سبحانه وذلك بين أحضان النجس أولمرت
فمن الأفضل عند الله ؟؟
هل أصبح بوش رمز نفتخر به ؟
وهل أصبحوا شهدائنا ورموزنا إرهابيين ؟
ربما !! ولكن إنظروا النهاية كيف ؟ وكيف النهاية ؟ الشهيد البطل الشيخ المناضل أحمد يس الشهيد الدكتور البطل المناضل عبد العزيز الرنتيسي الشهادة ما أجمل أن تكون النهاية هي الشهادة في سبيل الله تم اغتيالهما على أيدي الكفرة الصهاينة بالغدر " ولاتحسبن الذين قتلوا في سبيل الله أمواتا بل أحياءا عند ربهم يرزقون"
أفلا تتعظون يا خونة ألا تعتبر يا عميل اليهود أين النخوة العربية ؟؟ لو كانت فلسطينية مسلمة ؟؟ سوف تستقبل هكذا ؟؟؟
هل مصافحة تلك الفاجرة العاهرة الحقيرة الصهيونية الخنزيرة أصبح شرفاً لنا نحن العرب ؟؟؟ أم هو جزءاً من خطة السلام ؟؟؟؟ باي باي عرب
أما أنتم فمن سيسمع صرخاتكم ؟ ومن سيمسح دموعكم ؟
ومن سيصبركم ؟
لا تحزني يا غزة .. لا تحزني يا فلسطين إن كان العرب ضدنا فإن الله معنا إن الله مع الصابرين
إدعوا الله تعالى أن ينصر غزة والمسلمين ضد اليهود والخونة
كلمة اخيرة للمشرفين اسالكم بالله ان الموضوع هذا يضل باقيا وعبرة لكل ولمعرفة من ومن الظالم ومن المظلوم
عكس ما كنا ننتضر من حكامنا العرب تركيا و فنزويلا تساند غزة
تحية لهم
عار على حكامنا النائيمين على الاقل كلمة أو قرار يأثر على اسرائيل الخنازير كيف يعقل دول اسلامية وصراعنا طويل مع اليهود لا نفعل على الاقل ما فعله تشافيز الرئيس الفنزويلي بطرد السفير اليهودي تحية لفنزويلا وحكامها او على الاقل التنديد القوي الدي ندد به رئيس الوزراء التركي بكلمات ساخطة لهم
الله يرحم شهدئنا الابرار صبرا ان الله معكم
مقلب للمخابرات الاسرائيلية
كتائب القسام تُسقط طائرة استطلاع إسرائيلية
قناصو حماس ينتقمون لشهداء غزة
قنص كتائب القسام لجندي صهيوني على دبابته في معركة الفرقان
قصفت طائرات حربية إسرائيلية قطاع غزة الذي تديره حركة المقاومة الإسلامية (حماس) لليوم الثالث على التوالي (الاثنين) واستعدت لاحتمال غزو القطاع بعد مقتل 307 فلسطينيين في الغارات الجوية.
وقالت إسرائيل إن الحملة التي بدأت يوم السبت تأتي ردا على هجمات الصواريخ وقذائف المورتر التي تشن بشكل شبه يومي من غزة وتصاعدت بعد ان أنهت حماس قبل أسبوع تهدئة استمرت ستة أشهر.
وقال مارك ريجيف المتحدث باسم رئيس الوزراء الإسرائيلي ايهود اولمرت ان اسرائيل ستواصل حملتها "الى أن تتهيأ اجواء امنية جديدة في الجنوب والى أن تتوقف حالة الرعب والخوف التي يعيشها السكان هناك جراء الهجمات الصاروخية المستمرة".
وصرح المتحدث العسكري الاسرائيلي افي بناياهو بان هجوم غزة قد "يستغرق اياما كثيرة."
ونشرت دبابات إسرائيلية على أطراف غزة استعدادا لدخول القطاع الذي يقطنه 1.5 مليون فلسطيني. وقال مسؤول حكومي ان حكومة رئيس الوزراء ايهود أولمرت وافقت على استدعاء 6500 من جنود الاحتياط.
وظلت حماس على تحديها ودعا فوزي برهوم المتحدث باسم حماس الجماعات الفلسطينية إلى استخدام كل السبل المتاحة بما في ذلك "العمليات الاستشهادية" لحماية الشعب الفلسطيني.
ودعا مجلس الأمن الدولي إلى وقف لكل أشكال العنف ولكن إدارة الرئيس الأمريكي جورج بوش حملت حماس مسؤولية استئناف الهدنة.
وأثارت هذه الهجمات غضب العرب في شتى أنحاء الشرق الاوسط حيث قام محتجون بإحراق الإعلام الإسرائيلية والأمريكية للحث على رد أقوى من جانب زعمائهم على هجوم اسرائيل على غزة.
وصرح مسؤول اسرائيلي طلب عدم نشر اسمه ان إسرائيل لا تشعر بضغط دولي يذكر لوقف عملياتها.
واستبعدت وزيرة الخارجية الإسرائيلية تسيبي ليفني القيام بغزو واسع النطاق لاستعادة سيطرة اسرائيل على قطاع غزة.
وقالت ليفني التي تأمل ان تصبح رئيسة للوزراء بعد انتخابات العاشر من فبراير متحدثة لقناة (ان.بي.سي.) "هدفنا ليس هو إعادة احتلال غزة." وعندما سئلت في قناة فوكس نيوز ما اذا كانت حملة اسرائيل تهدف للاطاحة بحكام حماس قالت "ليس الان".
وقال مسعفون فلسطينيون ان من بين من قتلوا يوم الاحد خمس شقيقات صغيرات في شمال غزة وثلاثة اطفال في منزل قريب من منزل خال لاحد كبار نشطي حماس في رفح.
وذكرت حماس ان 180 من أعضائها قتلوا وان الباقي يشملون مدنيين ومن بينهم 16 امرأة وبعض الاطفال.
وقالت ليفني ان اسرائيل "تحاول ان تبذل كل الجهود لاستهداف الإرهابيين فقط ومقار حماس واماكنها ولكن للاسف في الحرب مثل اي حرب احيانا ما يدفع المدنيون ايضا الثمن."
واعلن الصليب الاحمر الدولي ان عدد الاصابات فاق قدرة المستشفيات في قطاع غزة وانها لا تستطيع استيعاب الضحايا.
وقالت حماس ان غارة جوية اسرائيلية دمرت مبنى مختبرات في الجامعة الإسلامية في غزة وهي رمز ثقافي مهم. وقال الجيش الاسرائيلي ان حماس كانت تستخدم المختبر لتطوير متفجرات.
وفي استمرار للضغط على حماس بعد عمليات قصف حولت يوم السبت إلى واحد من أكثر الايام دموية بالنسبة للفلسطينيين خلال 60 عاما من الصراع سوت الطائرات الإسرائيلية المجمع الأمني الرئيسي لحماس في غزة بالارض وقتلت ما لا يقل عن اربعة من رجال الامن.
وذكرت اسرائيل ان النشطين اطلقوا نحو 150 صاروخا وقذيفة مورتر على اسرائيل خلال اول يومين من الهجوم. وقتل اسرائيلي واحد يوم السبت.
وعبر عشرات من الغزويين الحدود الى مصر من خلال فتحات في السياج الحدودي احدثتها جرافات ومتفجرات. وقال مسؤولون طبيون ومصدر امني مصري ان احد حرس الحدود المصريين وشابا فلسطينيا قتلا في اشتباك تلا ذلك مع محاولة الشرطة المصرية وقف تدفق العابرين.
وامتد العنف الى الضفة الغربية المحتلة حيث فتح جنود اسرائيلون النار على محتجين من رماة الحجارة الفلسطينيين. وقال مسؤولون طبيون فلسطينيون ان فلسطينيين اثنين قتلا.
واطلقت قوات فلسطينية موالية للرئيس محمود عباس زعيم فتح النار واصابت ثلاثة اشخاص اثناء احتجاج دعما لحماس. ونظم عرب اسرائيل ايضا احتجاجات.
II°) Le marché de l'e-pub : d. Les régies publicitaires et les régies d’affiliation
L'affiliation est à la base, un partenariat entre un site ayant du trafic « l'affilié » et un autre ayant du contenu à vendre ou à promouvoir « l'affilieur ».
L'affiliation peut se présenter et se mettre en place sous différentes formes. Vous pouvez mettre en place votre programme d'affiliation interne ou passer par des plateformes d'affiliation. Un affilié qui rentre dans un ou plusieurs programmes d'affiliation touche en général un pourcentage des ventes réalisées sur le site de l'affilieur. Aujourd'hui, les types de rémunération de l'affiliation ont évolué et l'on retrouve des rémunérations au clic, double-clic, au formulaire rempli...
Voici les différents types de rémunération, ce qui nous amènera à parler des choix stratégiques que doivent faire les sites à contenu gratuit.
Le CPM est l'unité de chiffrage d'une campagne de publicité payée aux nombres d'affichage. Il représente la somme reversée pour l'affichage de 1000 bandeaux publicitaire sur les pages d'un site.
Le clic lorsque le visiteur réalise un clic sur l’un des supports publicitaires, une reversion est attribué au site de l’affilié. Elle est généralement comprise entre 0,01 à 0,30.
Le double-click lorsque le visiteur a déjà cliqué sur le bandeau de l'annonceur présent sur le site de l’éditeur, effectue à nouveau un clic dans une des rubriques du site de l'annonceur. La reversion est légèrement supérieure au clic.
Le formulaire est une reversion plus conséquente que les précédentes, elle peut aller de 1 à 8 euros. Mais pour l’obtenir il faut que le visiteur clique sur la publicité de l’annonceur et une fois sur son site il doit soit remplir un formulaire soit s’inscrire au site. Le taux de conversion est très difficile à obtenir.
La vente est la reversion la plus importante mais aussi la plus difficile à obtenir à moins d’être un site bénéficiant d’une bonne notoriété. Lorsqu’un visiteur clique sur le bandeau publicitaire et qu’ensuite il achète une marchandise ou un bien sur le site de l’annonceur alors l’éditeur perçoit un pourcentage de la vente. Il existe une variante qui est le fait de vendre directement le produit d’un annonceur sur le site éditeur dans quel cas le pourcentage est plus élevé.
Souvent il a été question de petits et moyens sites, ces catégories ont été établies par les plateformes d’affiliation qui devaient sectoriser le marché des revenus de l’epub. Pour sectoriser, elles se sont basées sur le nombre de visiteurs uniques qui se connectaient au site Web ces chiffres sont propres à chacune des régies d’affiliation mais en voici une moyenne.
- Petit site : 100 à 2 000 visiteurs uniques par jour - Moyen : 2 000 à 15 000 visiteurs uniques par jour - Gros : 15 000 à 50 000 visiteurs uniques par jour
Nous noterons que les plateformes d’affiliation sont beaucoup plus nombreuses que les régies publicitaires que nous verrons par la suite. Les petits sites ont bien souvent pour seul revenu la publicité ce qui permet un nombre aussi important de plateforme d’affiliation, à savoir qu’elles disposent chacune d’un avantage concurrentiel.
Voici toutes les plateformes d’affiliation répertoriées au 1er juin 2006 :
Ad' Feel Good
Adstours
Advertstream
Adverline
AffiliateVista
Affiliatis
CibleClick
ComClick
Commission Junction
Directive Pub
Effiliation
Euro-Clic
First Coffee Network
HORYZON clics
ID Régie
MisterBot
Net Affiliation
PromoBenef
Public-Idées
Puissance 2
Response Republic
Self Affiliation
TradeDoubler
ValueClick
Waffiliate
WIPub
La segmentation des sites est importante pour les plateformes d’affiliation car l’inscription à ces dernières est ouverte à tout type de site éditeur. Une fois, le site inscrit la régie demande le trafic du site, le nombre de pages vues, de quoi provienne les pages vues (forum de discussion, actualité, etc...). Un certain nombre de personnes de la régie doivent ensuite valider le site après avoir vu s’il correspondait à leurs critères.
Ainsi l’affilieur présente à ses annonceurs l’ensemble des sites éditeurs (affilié) sur lesquels peut apparaître leurs campagnes publicitaires.
De la mise en place de la campagne aux reversions :
A chaque nouvelle campagne, la personne en charge de la publicité sur le site éditeur reçoit un mail décrivant la campagne publicitaire. Si cette dernière correspond à ces cibles alors la chance pour qu’elles souscrivent à cette campagne est importante. Mais deux facteurs rentrent en jeu, ces cibles et la rémunération.
Un site adressé aux jeunes n’a aucun intérêt à faire de la publicité pour des taux de crédit à la consommation. Il faut donc regarder les différentes offres de campagnes publicitaires afin de sélectionner celles qui sont en adéquation avec les internautes du site.
Une fois que vous avez fait votre sélection l’approche est spécifique à chaque régie. Dans la plupart des cas, vous trouverez quelques lignes en langage java qu’il faut insérer sur les pages où vous souhaitez voir apparaître la publicité.
Une fois le code java inséré, la régie publicitaire affichera les différentes campagnes sélectionnées par les responsables du site éditeur. Mais bien généralement, lors du choix des publicités, le site éditeur ne les voit pas apparaître en temps réel car il est possible que l’annonceur veuille contrôler la qualité du site sur lequel vont apparaître ses publicités.
Très fréquemment des annonceurs refusent des campagnes publicitaires rémunérées au CPM soit parce que le site n’est pas d’une notoriété suffisante soit parce que l’affichage de leur publicité est jugée insuffisante. C’est pourquoi les petits et moyens sites ne cherchent pas à optimiser leurs revenus avec ce type de rémunération (CPM), trop de temps d’attente pour obtenir les campagnes, si le site génère peu de pages vues alors le revenu perçu ne sera pas suffisamment rémunérateur.
A l’inverse, il existe les sites leader qui réalise de 50 000 à 5 000 000 de visiteurs. Mais ils travaillent soit avec des régies publicitaires qui sont des sociétés prenant en charge tout ou une partie de la publicité et de l’affichage publicitaire soit ils vendent directement leurs espaces publicitaires aux annonceurs par le biais de la régie qui s’occupe de leurs supports papiers.
Une régie publicitaire accompagne le site éditeur dans la mise en place de son plan de marketing et de communication online et peut se charger de la création des différents formats publicitaires. Une régie peut aussi s’occuper de diffuser tous les types de formats publicitaires disponibles sur le web. La régie permet également de toucher différentes audiences et peut effectuer de nombreux rapports statistiques afin de déterminer les ROI des campagnes publicitaires online. L'agence de pub permet également d'externaliser certaines fonctions.
Voici les différentes régies publicitaires elles sont peu nombreuses à l’image des sites qui réalisent plus d’un million de visiteurs uniques.
24/7 Real Media
Ad Pepper
Adlink
Hi-Media
Advertising.com
Numeriland
Advertstream (Ad-Media)
Dans cette partie nous avons pu voir les corrélations entre éditeur, régie et annonceur. Ce marché tripartie génère des revenus colossaux est sont les fondements du marché de la epub. Mais depuis les années 2000 certains acteurs de la epub ont mis en place un nouveau support de publicité online.
لا أعرف لماذا بمجرد ما يذكر أحدهم اسم «لولا» رئيس الحكومة البرازيلية، يذهب ذهني مباشرة إلى شباط عمدة فاس. «لولا» عاش طفولة فقيرة وغادر مقاعد المدرسة مبكرا لكي يتشرد في شوارع «ريو دي جانيرو» ثم لكي يشتغل ميكانيكيا في معمل ثم ينخرط في نقابة العمال، وبعد مدة قصيرة يصبح زعيم النقابة ورئيسا لحزب العمال ثم رئيسا للدولة. وشباط جاء إلى فاس من قبيلة البرانس، بعد أن غادر مقاعد الدراسة مبكرا. وعثر له على عمل في فاس كسيكليس، ثم كمستخدم في أحد المعامل. وهناك سينخرط في نقابة حزب الاستقلال وسيترشح باسمها للانتخابات البلدية وسيفوز بمقعده، قبل أن يباشر الانتخابات البرلمانية ويفوز بها ثم يتحول إلى عمدة للمدينة العلمية والروحية التي كانت عاصمة المغرب قبل أن ينقل الماريشال ليوطي عاصمة ملكه إلى الرباط. واليوم نرى كيف أسقط شباط خصمه بنجلون الأندلسي من نقابة الاتحاد العام للشغالين بالمغرب، لكي يأخذ مكانه. وذهب إلى حد وصفه في أحد تصريحاته الأخيرة بالسفيه والمريض عقليا والضبع وفاقد الشخصية الذي كان يقبل كتف شباط باحترام. فرد عليه بنجلون الأندلسي، الذي يمثل قطاع رجال التعليم في النقابة يا حسرة، بوصفه بالغجري والكذاب والانقلابي والمشعوذ الذي يعرف لماذا يصلح الضبع. عذر شباط أنه غادر مقاعد الدراسة مبكرا، ولذلك فهو لا يزن جيدا ثقل الكلمات التي ينطق بها، أما بنجلون الأندلسي فقد ظل لسنوات طويلة يرأس الجامعة الحرة للتعليم، وبفضل المعجم الذي استعمله الأندلسي في رده على شتائم شباط سيفهم رجال التعليم أخيرا المستوى الفكري لمن كان يمثلهم في النقابة ويدافع عن حقوقهم. في أحد حواراته الأخيرة قال شباط أنهم اكتشفوا في النقابة أن الأندلسي اشترى سيارة بـ60 مليون سنتيم من أموال العمال، وأن مستخدمي إدارة الاتحاد العام للشغالين غير مصرح بهم لدى صندوق الضمان الاجتماعي، برغم الاقتطاعات التي تتعرض لها أجورهم الشهرية لهذا الغرض. كل هذا كان يمكن أن نحسبه على رغبة شباط في تنظيف البيت الداخلي للنقابة، لكن عندما يقول بأنهم لجؤوا إلى هذا الافتحاص بعد خرجات بنجلون في الصحافة، فهذا ما يجعلنا نتساءل عن مصير كل هذه التجاوزات لو أن الأندلسي دخل «جواه» واحتفظ بخرجاته لنفسه ولم يهاجم شباط في الصحافة. طبعا كانت كل هذه التجاوزات ستبقى حبيسة أدراج المقر المظلم للنقابة. ورغم أن السياق العام الذي جاء فيه هذا الافتحاص لم يكن بريئا تماما، بحكم أنه جاء كانتقام من الأندلسي الذي تجرأ على مواجهة من سماه بالغجري، ونسي رئيس نقابة رجال التعليم أن الغجر شعب لديه تاريخ وثقافة واستعماله كشتيمة فيه حط عنصري من كرامة هذا الشعب، فإن ما كشف عنه الافتحاص يبقى جديرا بالتأمل. لأنه يفضح سلوك بعض النقابات التي تعطي للحكومة ولأرباب المعامل والمصانع والشركات الدروس في احترام حقوق العمال والمستخدمين، في الوقت الذي لا تتورع فيه هذه النقابات عن أكل انخراطات مستخدميها في صندوق الضمان الاجتماعي كل شهر. وقد كنت أراقب من شرفة مكتبي طيلة الأسبوع الذي سبق عيد الأضحى مقر شركة للحراسة يوجد أمامنا بشارع الجيش الملكي، وأتساءل عن سبب احتجاجات العشرات من رجال الحراسة أمام باب العمارة حيث توجد الشركة، فعرفت بأن هؤلاء الحراس جاؤوا يطالبون برواتبهم التي لازالت في ذمة الشركة التي توجد على رأسها لبنى بن الصديق، ابنة المحجوب بن الصديق، رئيس نقابة الاتحاد المغربي للشغل يا حسرة. عندما قلت أن الرئيس البرازيلي «لولا» يذكرني بشباط، فإنني لم أكن أقصد أن بينهما نقاط شبه حاليا، وإنما أقصد طريقة وصول كل منهما إلى ما وصل إليه. فكلاهما جاء من الفقر إلى المعمل ومنه إلى النقابة فإلى الشهرة والثراء والسلطة. وإذا كان «لولا» قد وصل إلى أعلى منصب في البرازيل وهو رئيس الحكومة، فإن شباط يستعد من الآن لتقديم ترشيحه لرئاسة حزب الاستقلال بعد استنفاد عباس لولايته الثالثة، وقد كشف عن هذه الرغبة لإحدى الصحف مؤخرا. مما يعني أن المغاربة قد يجدون أمامهم سنة 2017 شباط في منصب الوزير الأول إذا ما فاز حزب الاستقلال بالانتخابات. لكن الفرق الكبير بين الرئيس البرازيلي «لولا» وشباط هو أن الأول قال مؤخرا بأنه رغم مضي ست سنوات على جلوسه على مقعد الرئاسة فإن أناه لم تتضخم بغرام واحد. أما شباط، وكثير من المسؤولين السياسيين عندنا بمجرد ما يفوزون بمقعد تافه في مجلس أو بلدية حتى تتضخم «قراجطهم» وتتضخم أوداجهم وكروشهم، ويصبح الحديث معهم محتاجا إلى مواعيد طويلة الأمد. شخصيا أعتقد أنه من الديمقراطية أن يصبح شباط وزيرا أول ذات يوم. فعدد الأميين في المغرب يفوق خمسين بالمائة، والرقم في تزايد. ولذلك سيكون من المنطقي انتخاب وزير أول يمثل الأغلبية. وقد قال لولا نفسه أنه رئيس منتخب يمثل الطبقة العاملة التي تعتبر في البرازيل أغلبية. فماذا صنع طفل الشوارع القديم للبرازيليين حتى صوتوا عليه لمرتين متتاليتين، وما هي الوصفة السحرية التي يستعملها حتى حطمت شعبيته اليوم أرقاما قياسية، وأصبح 70 بالمائة من بين 196 مليون برازيلي متفقين مع سياسته. هذه بضعة قرارات اتخذها «الخراز» القديم وتحمل فيها مسؤوليته، ونجح. وهي دروس يمكن لعباس الفاسي، الذي نزلت شعبيته إلى الحضيض، أن يستفيد منها في ما تبقى له من وقت على رأس الحكومة. عندما تسلم «لولا» السلطة، بعد ثلاث محاولات فاشلة، قال له «الفهايمية» الاقتصاديون بأن عليه خلق النمو من أجل توزيع الثروة. ولذلك يجب عليه أن يعد حلوى وعندما تنضج آنذاك يمكنه أن يوزع الكعكة. لكن «لولا» لم يكن متفقا ولم ير ضرورة لانتظار نضج الحلوى، وقرر الشروع في إرساء تجربة اقتصادية جديدة اسمها «البورصة العائلية»، وهي عبارة عن إعانة مالية شهرية تذهب مباشرة إلى العائلات الفقيرة مقابل ضمان تمدرس أبنائها. وهكذا عوض أن تساعد الدولة الأغنياء الذين سيشترون التلفزات بشاشات بلازما والسيارات الفخمة المستوردة من الخارج، فإنها تقوم بمساعدة الفقراء الذين سيشترون بالمساعدات الحليب والأرز والطحين والأحذية والجوارب. وهكذا ساهمت «البورصة العائلية» في تنمية المناطق القروية ورفعت من مستوى عيشها الاجتماعي. وقد منحت اليونيسيف مؤخرا جوائز تقديرية لحوالي 259 جماعة قروية بالبرازيل حيث نزلت نسبة وفيات الولادات إلى ما دون 2 وفيات بين كل 1000 ولادة بفضل مساعدات «البورصة العائلية». عندنا ليس المرض وسوء التغذية هو ما يقتل الأطفال الرضع، بل حتى لقاحات وزارة الصحة الفاسدة أيضا. أما بالنسبة للعنف في صفوف الشباب والمراهقين، والذي يعاني منه المغرب بقوة اليوم، فقد اكتشف «لولا» حلا سهلا وبسيطا. لقد شيد 214 مدرسة تقنية حيث ستتم إعادة تمدرس حوالي 4.5 مليون مراهق يتسكعون في الشوارع. وأيضا ينص البرنامج على منح هؤلاء المراهقين منحة شهرية قدرها 38 أورو لكي يتعلموا حرفة تنفعهم في المستقبل. هكذا لن يقعوا في قبضة تجار المخدرات وعصابات السرقة والجريمة المنظمة. هذا هو الفرق بين «لولا» وشباط وعباس الفاسي وحكومته. وإذا كان ساستنا غير معجبين بالنموذج البرازيلي فيمكننا أن نحيلهم على النموذج البوليفي، حيث أعلن قبل أمس الرئيس «إفو موراليس» الذي جاء إلى السلطة من قبيلة هنود، عن نجاح حكومته في محو الأمية بالبلاد. علينا جميعا حكومة وشعبا أن نتأمل هذا الدرس البوليفي. بوليفيا هي أفقر دولة في أمريكا اللاتينية، ومع ذلك فإن فقرها لم يمنعها من تعليم أبنائها والقضاء على الأمية في صفوفهم. لقد وضع الرئيس المتواضع والبسيط «إفو موراليس» نصب عينيه برنامجا للقضاء على الأمية اسمه «نعم يمكنني»، ونجح في تطبيق برامجه. نعم، نحن أيضا يمكننا القيام بذلك. لكن ليس مع وزير أول كعباس الفاسي يخطئ حتى في نطق الاسم الصحيح للرئيس الإسباني، حيث ناداه «خوسي ماريا زاباطيرو»، قبل أن يصحح خطأه بخطأ أفظع ويطلق على «الراجل» اسم امرأة عندما ناداه «ماريا خوسي زاباطيرو». نعم يمكننا، لكن بوزير أول من طينة «لولا» و«إفو موراليس» لديهم إحساس قوي وعميق بأهمية العائلة في المجتمع المغربي. بحيث تذهب جميع مخططاتهم الحكومية لدعم هذه الفئة من المجتمع، خصوصا الأكثر فقرا بينها. سيذكر التاريخ لعباس الفاسي وحكومته أنه منذ يومها الأول منحت هدايا ضريبية للشركات الكبرى والبنوك، ورفعت قيمة الضريبة على «الليزينغ» وأسعار المواد الغذائية والأدوية والمحروقات على الطبقات الشعبية الفقيرة. يقول الرئيس البرازيلي «لولا»: «عندما اكتشفت أمي أن أبي لديه امرأة أخرى، ذهبت إليه ذات صباح وقالت له بأنها ستتركه. لقد كانت والدتي امرأة أمية، وكان لها ثمانية أطفال، لكنها كانت تقول بأن الإنسان يجب أن لا يفقد أبدا الحق في المشي برأسه مرفوعا. هكذا فهمت أهمية العائلة، ولذلك أجعلها دائما في قلب سياستي». والفاهم يفهم.
تعيش فرنسا هذه الأيام على إيقاع الجدال حول مشروع إصلاح المجال السمعي البصري، الذي تقدم به الرئيس ساركوزي. وإذا كان المشروع حظي بترحاب الأغلبية البرلمانية وجهات أخرى لها مصالحها فيه فإنه، خلافا لذلك، يجد معارضة شديدة من قبل أطراف أخرى ترى فيه لجما للحريات وتجاوزا للقيم الديمقراطية وحرية التعبير. مجلة «ماريان» تتبعت الموضوع وأنجزت حوله ملفا خاصا يسير كله في اتجاه معارضة المشروع، بل فتحت عريضة احتجاجية ضده وقع عليها عدد من الوجوه البارزة في فرنسا؛ وهو الملف الذي اقتبسنا منه هذا المقال.
نيكولا ساركوزي «يتحكم» اليوم، بشكل غير مباشر، في عدد من وسائل الإعلام السمعي البصري الخاصة بفضل صداقاته المتعددة مع مارتن بويغ، مثلا، وأرنو لاغاردير وفانسون بولوري. طبعا، فالرئيس يستعد، غدا، لبسط سيطرته المباشرة، هذه المرة، على كافة القنوات التلفزية والإذاعات العمومية من خلال التحكم في تعيين وفصل المسؤولين، حسب هواه، عن تلفزيونات وإذاعات فرنسا.
لقد صار الوضع في فرنسا مشابها، تقريبا، للوضع في روسيا مع فارق أنه في فرنسا لا يُغتال الصحافيون، كما قيل. سنعيد السؤال ما يكفي من المرات لو اقتضى الأمر: في أي بلد ديمقراطي في العالم، غير فرنسا، يقدم الرئيس على الاستحواذ، ليس فقط على حق الموت أو الحياة بالنسبة إلى القنوات العمومية عن طريق التحكم في تمويلها، بل على حق الانفراد بامتياز اختيار وتعيين رؤساء المؤسسات العمومية المذكورة دون أي رقيب جدير بهذه الصفة؟ إنه حدث لا يقع إلا في فرنسا مع استثناء روسيا بوتين وصين هو جينتاو وكوريا كيم جونغ إيل أو جمهوريات الموز الإفريقية...
لكن وبالرغم من الرقابة الممأسسة في روسيا، مازالت هنالك في موسكو، على الأقل، محطة إذاعية معارضة حقيقية تسمى «Ekho Moskvy» (صدى موسكو)، التي يديرها أليكسي فنيديكتوف. صحيح أن الإذاعة مملوكة للمؤسسة العملاقة غازبروم، إلا أنها تنتقد بشدة السلطات الروسية.
ماهي، إذن، هذه القنوات التي سيبقى لها من الجرأة ما تعارض به رئيس الدولة وتنتقد سياسته الاجتماعية والاقتصادية والخارجية بكل حرية، غدا، حين يُصادق على هذا الانقلاب الإعلامي من قبل البرلمان الفرنسي؟ كيف سيكون الجدال الديمقراطي حول التلفزيون والإذاعة، عشية الانتخابات الرئاسية لسنة 2012، عندما سيكون الرئيس، الذي لا محالة سيترشح لخلافة نفسه، هو الذي يعين رؤساء التلفزيونات العمومية؟ هل هذه هي «الديمقراطية الحقة» التي وعد بها نيكولا ساركوزي شعبه خلال الحملة الرئاسية الأخيرة؟ هل هذا هو «نظام التعيين العادل والشفاف» الذي كان يقسم باعتماده بمناسبة التصويت على الإصلاح الدستوري؟ هل هذا هو معنى «ممارسة السياسة بطريقة أخرى»؟
كذب ورقابة
صحيح أن الرقابة الممارسة، اليوم، في روسيا لا علاقة لها بالرقابة في فرنسا. لكن عندما سيكون رؤساء تلفزيونات وإذاعات فرنسا مدينين بمناصبهم للرجل الأول في الإليزيه وحده، ألن يصبح المجال السمعي البصري الفرنسي، العمومي والخاص معا، مهددا بأن يصير مشابها للمجال الروسي؟ ففي موسكو، الحكومة هي التي تقرر في ميزانية أكبر قناتين فيدراليتين في البلاد، بيرفي كنال وروسيا تي في، بينما تتحكم مؤسسة غازبروم (التي تسيطر فيها الدولة الروسية على أغلبية الأسهم) في قناة إن تي في، القناة الخاصة الرئيسية في البلاد. أي مجال سمعي بصري مستقبلي يحضره، اليوم، ساركوزي وأصدقاؤه؟
مؤخرا، وقع المعارض السابق فلادمير بوكوفسكي والفيلسوف أندري غلوكسمان، صحبة 200 شخصية أخرى، عريضة احتجاجية، «باسم احترام قيم حرية الإعلام»، على إقفال راديو فرنسا الدولي باللغة الروسية. أكيد أنهم على حق. لكن لماذا لا نسمعهم يحتجون في الوقت الذي يستعد فيه رجل واحد، في فرنسا، ليحكم بدون منازع على فرانس2، وفرانس3، وفرانس4، وفرانس5، وفرانسO، وفرانس أنتير، وفرانس أنفو، وفرانس كولتور...؟ لماذا لا تقام العرائض الاحتجاجية ضد هذا الرئيس الذي بدأ، منذ الآن، يشعر، وهو عند صديقه بويغ (تي إف 1 وإل سي إي)، بأنه في بيته بين أهله؛ الأمر نفسه ينطبق على صحيفة لوفيغارو وصديقه سيرج داسو، ومجموعة بولوري وصحيفة «ليزيكو» لبرنار أرنو، اللتين يشرف عليهما نيكولا بايتو، الموالي لساركوزي، والمنابر التابعة لمجموعة لاغاردير(أوربا1، باري ماتش...)؟
صحيح أن ساركوزي ليس هو بوتين، ولا بيرليسكوني، لكن ما يستعد ساركوزي للقيام به في فرنسا لم يجرؤ لا فلادمير بوتين ولا سيلفيو بيرلسكوني على القيام به في بلديهما. وهو ما كان لأحد النواب، فرانسو باروان، المنتمي إلى حزب الرئيس، الجرأة على فضحه في قوله: «يصعب علي أن أفهم كيف يمكننا أن نقدم، ونحن في سنة 2008، قرارا يعود بنا إلى 25 سنة إلى الوراء على أنه تقدم».
إلا أنه لا أحد من المسؤولين في القنوات التلفزيونية أو الإذاعات الخاصة فطن إلى فكرة دعوة هذا الرجل، المنتمي إلى الأغلبية، إلى الحديث عن موقفه. لنقلها، إذن، بدون مواربة. هذا الإصلاح يعد انحرافا ديمقراطيا، قريبا من الجريمة. والجريمة تصبح أكثر بشاعة عند محاولة إضفاء الفضيلة عليها. ماذا يقول لنا في هذا الموضوع فرديريك لوفيبر وجون فرانسوا كوبي من الأغلبية وأمثالهم؟ 1: إن القانون الجديد سيخلص، أخيرا، القنوات العمومية من دكتاتورية نسبة المشاهدة. صحيح، لكن بغاية إخضاعها أكثر لشكل آخر من السلطة السياسية، التي لم تعد ممثلة إلا في رجل واحد، هو نيكولا ساركوزي. تحيا الاستقلالية!
2: إن طريقة تعيين الرؤساء المدراء العامين الجديدة ستضع حدا لسنوات من النفاق لم يغامر، المجلس الأعلى للسمعي البصري خلالها، أبدا بتعيين رئيس لا يوافق عليه الإليزيه. يحيا التقدم ! 3: إنه في ظل تراجع سوق الإشهار سيكون هذا الإصلاح بمثابة قارب النجاة والاستمرار بالنسبة إلى الخدمة العمومية. قمة النفاق.
فعندما أعلن رئيس الدولة عن المشروع، في 8 ينايرالأخير، لم يكن في سوق الإشهار من علامة على الأزمة ! 4: إن هذا الإصلاح لا يعطي الامتياز لقناة «تي إف1» لأنها ما فتئت تنتقد وتشتكي من انعكاسات الإصلاح الجديد عليها. هذا غير صحيح. فقد أصبح معروفا اليوم لدى العموم أن هذا القانون نسخة مطابقة لكتاب أبيض صاغته «تي إف 1» ووجهته إلى نيكولا ساركوزي في شهر دجنبر 2007، أي أقل من ثلاثة أسابيع قبل إعلان رئيس الدولة عن مشروع الإصلاح. 5: إن تمويل القنوات سيكون مضمونا من قبل الدولة. وهذه كذبة أخرى. فلن يقتصر الأمر، فقط، على كون الضرائب المحصل عليها، لتعوض خسارة الإشهار الذي سيختفي والبالغة قيمتها 450 مليون أورو، لن تذهب مباشرة إلى السمعي البصري، بل سيتعين توفير مبلغ 1.2 مليار أورو أخرى، في حين أن الجميع يعرف أن صناديق الدولة فارغة. ومنذ الآن، يمكن توقع التتمة المنطقية لسيناريو الإصلاح الكارثي. فإذا حدث أن كانت نتائج القنوات العمومية سيئة في أفق نهاية سنة 2011، فسيُطرح حينها احتمال خوصصة إحداها أو عدد منها، وبيعها، إذن، بثمن رمزي لأحد «أصدقاء الرئيس».
تراجع كبير
لو شهدت ديمقراطية «عادية» أخرى ما حدث في فرنسا من حيث الإقدام على سحب أهم الصلاحيات من المجلس الأعلى للسمعي البصري لكان هذا الأخير بادر إلى الاحتجاج ضد هذا القرار والتنديد به. إلا أن ما حدث في فرنسا كان مخالفا لذلك. فقد هنأ رئيس المجلس، ميشال بويون، نفسه على ما حدث. ومما لا شك فيه أن السبب في ذلك هو أن الرئيس تلقى ضمانة مؤكدة بأنه سيحتفظ بمنصبه حتى نهاية ولايته؛ ولأنه يعرف، كذلك، أن المجلس الأعلى للسمعي البصري سينتهي إلى الزوال من خلال دمجه في مؤسسة سلطة تقنين المواصلات اللاسلكية. حينها لن يكون للقنوات التلفزيونية ورؤسائها إلا مخاطب واحد، هو رئيس الجمهورية، وحده لا ثاني له.
في ديمقراطية «عادية» أخرى كان على النواب البرلمانيين، بمختلف مشاربهم السياسية، أن يمنعوا إصلاحا يلغي حقوق البرلمان نفسه، وليس له إلا هدف واحد يتمثل في العمل يوميا على تجميع مجموع السلط بين يدي شخص واحد. في ديمقراطية «عادية»، كان على الحزب المعارض الرئيسي أن يؤجل جميع خلافاته الداخلية ليقاوم، بلا هوادة، مشروعا يمرغ في التراب بعضا من أغلى القيم الجمهورية...
سلطة مضادة واحدة يمكنها أن تواجه هذا القرار الكارثي في إطار المشروعية. إنها سلطة المواطنين، سواء كانوا مشاهدين أو لا، مستمعين أو لا لمنابر السمعي البصري العمومية، لأن المعاني الحقيقية لما يحصل الآن هي أن هنالك دواعي عاجلة للتحرك.